إما الوظيفة أو الفراغ والاكتئاب!
بدأت المآسي تنتشر لمّا اتّخذنا الوظيفة غاية الغايات.

المقدمة
لا أحصي عدد المرات التي كنت فيها مع نساء فقلن إنهنّ فارغات لا شيء ليعملنه في حياتهن لأنهن بدون وظيفة، أو يشتكين من الاكتئاب والفراغ؛ إذا لم يصلن إلى ما هو أسوأ من ذلك وهو التسخط.
وما كنت بعيدةً عنهن فقد كنت يومًا مكانهن أحس بذات شعورهن، لأنني كنت أظن مثلهن أنه لا طريق إلا طريقٌ واحد! إما أن تتوظف بعد تخرجك وإلّا كتب عليك أن تقضي أيامك في الفراغ والتفاهات والترفيه تنتظر الوظيفة.
وإن كنت فاعلًا ما يفيد، فلا تفعل إلا ما ينفعك في السيرة الذاتية، أمّا غيره فلا حاجة له!
وربما كنّا أعظم حظًا إن فُتح لنا طريق الزواج والأمومة، أما غير هذين الطريقين، فالعزباء والتي لا تعمل وُصِمت من المجتمع وصدّقت أنّه ما لها إلا الفراغ وملئه بما لا يفيد!
وما أضيق نظرتنا، وما أوسع الدنيا إن رأيناها بعين الحق!
ولأنها فكرة نُقشت في وعي كثيرٍ من الناس، ولأني لا أريد أن يتمكن الاكتئاب منهم؛ سأتكلم في هذه المقالة عن هذه القولبة للإنسان ورسم طريق واحد، وعن تحول الوظيفة من وسيلة إلى غاية، وعن قدر الإنسان المسلم وعمله وغايته الكُبرى؛ لنوسّع نظرتنا، فنعطي الوظيفة مكانتها الصحيحة دون أن نُكبرها فتعود علينا حسرات.
الوظيفة من وسيلة إلى غاية
تصحيح منظور الإنسان ومعرفة المسلمات والمنطلقات التي ينطلق منها كل إنسان أول مهمة.
فكم مرة كانت تعاستنا من فهمنا الخاطئ ونظرتنا الفاسدة؛ لذا كان تصحيح ذلك أولى الأولويات كي نبني على أساس صحيح.
نحن مسلمون، وغاية المسلم الأولى هي عبادة الله كما قال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات\56]
فأول مُسلّمة والغاية الكُبرى هي تحقيق العبودية لله، ثم يأتي كل ما في الدنيا ليكون وسيلة إلى هذه الغاية: تحقيق العبودية والفوز بالجنة
(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران-185]
فكل شيء وسيلة لتحقيق العبودية والتقوى لله، فإن جعلنا ما سواها غاية خسرنا وشقينا أيًا كانت، سواء وظيفتنا، أو عائلتنا، أو جمع المال، فكله مذموم إلا أن يوضع مكانه الصحيح ويُنوى به وجه الله فيصبح عبادة أيضًا، أو في مرحلة أدنى من العادات التي لا يقوم الواجب إلا بها.
فالوظيفة طلبٌ للرزق لإعالة الإنسان نفسه وذويه، ولكف وجهه عن سؤال الناس، ولنفع الناس والبلاد، وكل ذلك محمودٌ مطلوب، ولن تستقيم الدنيا للناس ولن تقوم مصالحهم إلا بذلك، لكن الخطأ هو النظرة إلى الوظيفة، فبدلًا عمّا قلنا أصبحت بذاتها الغاية التي لا شيء بعدها، وبدونها يحسب الإنسان أنه فارغٌ عالةُ، وإن كان مجتهدًا وساعيًا في الدنيا سعيًا.
عواقب جعلها غاية
وأما عواقب جعل الوظيفة غاية فكثيرةٌ، ونعدد بعضها:
· حصر فائدة العلم على الوظيفة، وحصر العلم على التعليم الأكاديمي
العلم شريفٌ ومحمود، والآيات والأحاديث التي تحث على طلب العلم وتمدح العالمين كثيرة.
وإن كان أول مقصود فيها علم الدين إلا أن العلوم الدنيوية تدخل تبعًا.
فمثلًا يحثنا الله على التفكر في آياته والنظر فيها، ويضرب أمثالًا بالآيات الكونية، لأنها توصل إلى العلم به والعلم بعظيم قدرته وفضله.
وكذلك القاعدة الفقهية" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" فإعمار الأرض ونفع المسلمين والاهتمام بمصالح العباد ورفع الجهل عنهم للعمل بالعلم واجب لقيام الدين والشرع.
وما أقصده هو العلم النافع الذي ينفع الإنسان والناس، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من علمٍ لا ينفع. وقد يكون علمًا لا ينفع في ذاته، أو علمًا لا ينتفع به الإنسان فلا يعمل بما عمل.
والعمل بالعلم ركيزة في الإسلام، وترى في آيات كثيرة ربط العلم بالعمل، وأحاديث وآيات تذم من لم يستفد من علمه ويكون حجة عليه، مثلًا: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) [الجمعة: 5]
و (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الأعراف: 175]
وقال الشاطبي: "وفضل العلم لكونه وسيلة للعمل"
فماذا إن حصرنا العلم على عمل واحدٍ وفائدة وحيدة؟
يُحصر العلم كله في غاية الوصول إلى الوظيفة، فيمنع الإنسان نفسه من تعلّم أي علمٍ إن كان غير مطلوب في سوق العمل (ولا أحصر العلم هنا في العلم الأكاديمي) وهذا ممّا يقلل من قدر العلم بحصره في المنفعة الدنيوية العاجلة المادية، فنحرم عقول الشباب من المعرفة والتثقف، ونحرم مجتمعنا من صنع أفراد واعيين ومفكرين ونوابغ، لأننا حبسناهم في الوظيفة وقللنا من قدر العلم.
ويُحصر معنى العلم في العلم الأكاديمي-وهو غالبًا العلم لسوق العمل-
وما العلم الأكاديمي إلا سبيل من سبل كثيرة للعلم، فتجد لهذا المعنى الذي رُسّخ في النفوس استنكارًا إذا رأوا من يتعلم غير العلم النظامي في علمٍ لا يرتبط بالوظيفة ولا ينفعه في السيرة، أو من يتعلم علمًا بلا شهادة مُعتمدة. وغاب عنهم أنّ هذا الإنسان يطلب العلم ليرفع الجهل عن نفسه وينميّ عقله وإدراكه، ولم يحصر نفسه في مسارٍ واحد كأنه مستعبدٌ له وما في الدنيا من سبيل سواه!
وأذكر هنا الإنسان الاقتصادي كما سمّاه المسيري إذ قال: "نجد أن كلمة "يعمل" قد عُبئت تمامًا بمضمون أيديولوجي متحيز؛ وفقدت الكلمة براءتها، وأصبحت مصطلحًا محددًا لا يمكن فهمه تمامًا إلا في إطار النموذج المعرفي المادي الغربي الحديث؛ فالعمل الذي يتقاضى الإنسان عنه أجرًا خارج منزله، في رقعة الحياة العامة، هو عمل يقوم به "الإنسان الاقتصادي"، والإنسان الاقتصادي هو إنسان منتج ومستهلك؛ جزء من عالم السوق/المصنع، إنسان يمكن أن تقاس حركاته وسكناته."
ولفكرة الإنسان الاقتصادي يهمّش الناس من قدر العلم وجلاله، ولا يرونه إلا وسيلة لغاية الوظيفة وكسب المال لا غير، فترى مثلًا التقليل من العلوم الإنسانية لأن كثيرًا منها ما عاد مطلوبًا في السوق، وترى إغلاق التخصصات لذات السبب؛ وإن كنت أرى ذلك مفهومًا لأني أرى التعليم الأكاديمي قائم في أساسه على ما يُناسب سوق العمل.
والأسوأ هو نفاذ هذا التفكير إلى العلم الشرعي!
وكتبت قبلًا: " وتسلل هذا للعلم الشرعي، فبدل أن يكون مقصد الإنسان الأساسي نفع نفسه ونفع من حوله والعمل بما يعمل بمعناه الشامل، أصبح مختزلًا في الفرص الوظيفية، والمكانات الاجتماعية! فالعلم أصبح وسيلة، ولا وسيلة لزيادة الإيمان وتحقيق العبودية، بل وسيلة للمكانة، تبعًا لما طبّعته الرأسمالية."
ثم إن العمل بما يتعلم الإنسان لا يُختزل في الوظيفة، بل يستطيع أن يزكّي علمه بنشره وتعليمه، والعمل به في حياته، وتثقيف الناس، أو إفادتهم بكل الطرق على حسبِ كل علمٍ.
ولا يعني هذا أنّي أقلل من قدر الوظيفة وإمكان الانتفاع من علمه والنفع به، بل إن بعض العلوم لا يُتحقق تمام النفع بها إلا بالوظيفة مثل الطب، بل وغير الطب، إن أصلح الإنسان نيته وسعى في ذلك.
· غاية خاطئة أعقبت هشاشة واكتئابًا وفراغًا
بسبب إيهام الناس أنها الطريق الأوحد أصبحت في نفوس الكثيرين غاية، تبعًا لذلك ظنّ الكثير أن عدمها يعني نهاية الحياة حتّى يصلوا إليها، فمن لم يجدها تمكن الاكتئاب منه واستسلم للفراغ.
وهنا ضرران إلّم يكونا أكثر؛ أولهم: تسهيل نفوذ الاكتئاب إذ أنّ صاحبه كأنما تمسّك بقشة واتخذ بيتًا كبيت العنكبوت أو أوهن.
وثانيهما: القناعة بأن يقضي وقته سبهللًا في التفاهات لا في شيء يُفيد، والعمل بهذه القناعة. وهنا أذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنِّي لأكرَهُ أنْ أرَى أحدَكم فارغًا سبَهلَلًا لا في عملِ دُنيا ولا في عملِ آخرةٍ."
على أن هذه نعمة عظيمة قال عنها نبينا عليه الصلاة والسلام: "نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ" [صحيح البخاري]
ولا أنكر أنّي ممن وقع في هذا الظن وضيعت وقتًا كذلك قضيته في تفاهات، حتى سألت نفسي يومًا: أين ذهب كل ما كنتِ تقولين إنك تبغين فعله لكن ما كان عندك وقت؟ أين ذهبت كل الاهتمامات والهوايات التي تركتها؟ فعزمت يومًا أن أعود للقراءة، وأن أتريض، وأن أبدأ بحفظ القرآن، وأن أتعلم وأزيد في علمي، وكل شيء كنت أُمنّي نفسي به فعلته من الغد مرة واحدة، حتّى فتح الله لي أبوابًا كثيرة. وقد ظلمت نفسي في حجرها في سبيل واحدٍ ربما لم يكتبه الله لي، وربما كتب لي خيرًا منه. ومنّ عليّ أوّل ما منّ تغير ظنّي هذا الذي كان سببًا في الكآبة.
· الشعور بالنقص
لمّا عومل الإنسان بأنه (إنسان اقتصادي) كما سمّاه المسيري، هوّن ذلك من كل شيء فيه إن كان ليس موظفًا، وأخص بالذكر هنا بل وفي كل كلامي النساء، إذ أنهن أول من أقصد لأسباب:
1- أنهن أكثر من يكتئبن لظنهن أنهن بلا قيمة وعالات إن لم يجدن وظيفة ويحققن ذاتهن كما يُقال.
أما الرجال فلعلّ كثيرًا منهم إنما بغيته الرزق (الزواج وإعالة الأسرة) لأنه في الأصل المسؤول عن النفقة. ولا أقصد هنا أن النساء لا يُنفقن ولا يعِلن أحدًا، بل هذه حالات واقعة لكنّي أتكلم عن الأصل.
2- أنهن غير مطالبات بالنفقة في الشريعة، فلا يُضغطون كما يُضغط الرجال، فما عندهم تكاليف للزواج وغيرها، وإن أنفقن يكن تفضلًا منهن.
فأورث ذلك من لا تعمل شعورًا بالنقص أو الدونية، وإن كانت لا تحتاج العمل، أو لا تريده.
فتهمشّ هذه النظرة من أي عمل غير عمل الوظيفة، وأمرُّها للأمهات؛ إذ يُقلل من قدر الأم وعملها في رعاية وتربية أبنائها وبذلها ما لا يبذله أحد في ذلك، وعمل الأم أشرف عملٍ لأنها تنشئ أطفالًا، ولن يكون شريفًا إن هي أهملتهم بل هي مسؤولية عظيمة.
وما كان ليكون عملًا هينًا وقد قدّم الشارع حق الأم على الأب فذكر أن الأحق بالبر أمه ثلاثًا، وذكر تعالى حمل الأم بعد التوصية بالوالدين في قوله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ). [لقمان:14]
ونحن نعلم بأن الأسرة هي نواة المجتمع وأساسه، فلن نُخرج أناسًا ومواطنين صالحين إن أهملنا أول وأهم منشئ لهم وقللنا من ربة الأسرة.
إلا أنّ ما يزعجني إذا طُرح الكلام في الوظيفة والأمومة، أنّ الخطاب الذي يرد على خطاب تعظيم الوظيفة للمرأة كل كلامه عن الأمومة والتربية والقيام على البيت وأنه أشرف الأعمال إلخ، وهذا صحيح، لكن العزباوات واللاتي لسن أمهات طرفٌ منسي دائمًا، وهن جمعٌ من النساء، وممن قصدتٌ بدءًا. وكأن الحياة ميزان بكفتين إمًا وظيفة أو أُم!
فإذا كانت هذه المرأة ترى في المجتمع طرفان يمتدحان شيئين لا تملك شيئًا منهما، فمتوقع أن ترى نفسها عاطلة وبلا فائدة!
ولذا أقول إن الإسلام أوسع من هذا، إذ سواء كان رجلًا أو امرأة، في أي عمر وفي أي مكان، عليهما أن يتعبدا الله حيث كانا وفي أي موضع وضُعا فيه، فالإنجاز والعمل في الإسلام أكبر وأوسع ممّا يُحصر في العمل الرأسمالي، أو حتى عمل الأمومة، بل الطرق كثيرة عظيمة.
ونحن إن نظرنا إلى النموذج الأعظم؛ عصر نبينا عليه الصلاة والسلام، وجدنا من الصحابيات من لم يكن أمهات وعملن أعمالًا عظيمة، أقربهم أمنا عائشة رضي الله عنها، فلم تُرزق بأطفال، وكان عملها في نقل الحديث والفقه عظيمًا. فالمُهم أن تسعى حيث وضعك الله، وسعيك سوف يُرى.
· قولبة الإنسان في الوظيفة، والحد من مقدرته واهتماماته.
ما زلت أذكر حين قلت كلامًا شبيهًا بأني فعلت كل ما عليّ للوظيفة، ولن أجعلها محور الكون، بل سأنمي عقلي بالقراءة والعلم، وروحي وجسدي إلخ. قلته لأنتقد حصر الإنسان بعد التخرج طوال حياته فيما يفيد الوظيفة. فجاءني رد يقول: كلامك صحيح، لكن إذا كنت مدير شركة فماذا يفيدني ما قلتِ؟
ضحكت من الرد، مرة أخرى حُصر سعي الإنسان كله في الوظيفة، وكأني لا أنتقد هذه الفكرة وأبين بأن الإنسان يسعى في هذا الجانب لكن لا يجعله كل حياته ومحورها! فما الصعب في هذا؟
من هذا الحد ضُيّعت عقول كثيرة ومواهب عظيمة كانت ستنفع نفسها ومجتمعها، لا لشيء إلا لأنها نظرت إلى نفسها من نقطة عمياء لا ترى كل شيء، وتشبّعت بهذه الثقافة حتّى تشكلت فيها دون شعور بأنّ كل السعي في هذه الحياة فيما يفيد الوظيفة.
ولعل المحظوظين هم من اتفقت مواهبهم وعقولهم مع الوظيفة التي يعملون بها، ومع ذلك قد تُضيع بذور في هذا الإنسان لأنها ما وجدت الماء الذي يسقيها.
لذا أقول لكلّ من كان طموحًا ويذكر أعمالًا أو هوايات كان يريد تجربتها لكنه كان يتعذر بقلة الوقت مع الدراسة، أين هي الآن وعندك الوقت؟ فلتبدأ ولا تكنن مغبونًا.
قدرُك ليس بوظيفتك
قال د. عقيل الزمّاي: "الوظيفة والمهنة مجرد وسيلة رزق، لا علاقة لها بقيمة الإنسان ذاته المرتبطة بما له من فضائل. من أشنع آثار عالم الأعمال الحديثة أن دمرت هذا الارتباط بين قيمة الإنسان وفضائله، وجعلت قيمة الإنسان مرتبطة بوظيفته."
قد نستمد معانٍ صغيرة من تفاصيل في حياتنا ومنها الوظيفة إذ نشعر بالسعي والرضا والإفادة، لكن الخطأ في جعلها المعنى الأكبر لا معانٍ صغيرة، فإن ضاع المعنى الأكبر سببت تلك المآسي التي ذكرت أطرافها، وكان الجُرم في وضعها في غير مكانها وإكبارها فوق قدرها.
والمعنى الأعظم والقدر يستمد من هذا المعنى: (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها) [الشمس: 9-10] وكل ما في الدنيا ومنها الوظيفة وسائلٌ إن كنّا نرى الآخرة بعين اليقين.

قلبٌ دهاق، عقلٌ لا يسكَن، روحٌ صُبغت بالرمادي. هُنا أفكّر وأدوّن.